في خضم التحولات الإقليمية المتسارعة، يمرّ لبنان بمرحلة غياب شبه كامل عن الساحات العربية والدولية. فاستبعاده عن قمّة شرم الشيخ أمس لم يكن مجرّد تفصيل بروتوكولي، بل إشارة واضحة إلى تراجع موقعه ودوره في محيطٍ يعاد تشكيله وفق معادلات «السلام الكبير» الذي أطلقه ترامب.
اللافت أنّ لبنان لم يُدعَ حتى ليكون مجرّد مشاهد، لا مشاركاً ولا شاهداً على ما يُرسم من خرائط جديدة للمنطقة.
ووفق المعلومات، تابع رئيس الحكومة نواف سلام وقائع القمّة عبر شاشات التلفزيون، وبدا متجهماً حيال المشهد الذي يُعيد رسم الاصطفافات من دون أي حضور لبناني يُذكر.
هذا الغياب، كما تورد الصحافة، يعكس واقعاً سياسياً مأزوماً تسوده حالة تململ مكتومة وعجز عن الاعتراض، في ظل سلطة تبدو فاقدة للتوازن، منشغلة بحسابات داخلية صغيرة.
وهكذا، يتكرّس الانتقاص من السيادة ويتعمّق الانكماش في الدور، بعدما كان لبنان في الماضي واجهة العرب على المتوسّط ورمزاً لحضورهم السياسي والثقافي.
إهانة غير مسبوقة.. لبنان لم يُدعَ إلى قمة السلام ولا إلى مقاعد المتفرجين!











