برّاك: ستساعدنا دمشق في مواجهة “الحزب”.. جماعات مسلّحة في القصير تتحضّر لهجوم على لبنان!
المصدر: “LebanonOn“
الكاتب: حسن حدرج
توم برّاك.. الإسم الذي أصبح راسٌخاً في الملف اللبناني وفي عقول اللبنانيين. قام بغزو المشهد اللبناني بتصاريح لا تشبه أي تصاريح سابقة لأي موفد أجنبي إلى لبنان، فتارة يريد ضم لبنان إلى سوريا، وتارة يهدّد لبنان بإطلاق اليد الإسرائيليّة في لبنان ومنح إسرائيل حريّة التصرّف في ما تراه مناسباً.
اليوم، أطلّ علينا براك بتصريح جديد مفاده: “ستساعدنا دمشق الآن بنشاط في مواجهة وتفكيك فلول داعش، والحرس الثوري الإيراني، وحماس، وحزب الله، وغيرها من الشبكات الإرهابية”.
وتعليقاً على هذا التصريح، شدّد الكاتب السياسي الياس المر في حديث خاص لـ”LebanonOn”، على أن “الزّوبعة في لبنان والعين على طهران، ولكي نفهم ما يفعله الأميركي علينا أن نعرف ما يريده اليوم، فهل الملف اللبناني هو ملف محوري لدى أميركا أم أنه ملفّ وظيفي في إطار إعادة رسم التوازنات في المنطقة بعد المرحلة الأخيرة والتغيّرات التي حصلت في سوريا”.
وأضاف: “اليوم يوجد اعتقاد بأن أميركا وإسرائيل حقّقتا إنجازاً عسكريّاً في غزّة، وإنجازاً سياسيّاً ضد إيران في سوريا، فبقيت العقبة الأساسيّة لهم أن إيران لم تتراجع أو تراجعت قليلاً جدّاً تكتيكيّاً في العراق، ولم تتراجع أبداً في لبنان من وجهة نظر أميركيّة بل أصبح حزب الله الذي لم تستطع الحرب القضاء عليه عسكريّاً وسياسيّاً هو نقطة الثقل الأساسيّة بالنسبة للسياسة الإيرانيّة في المنطقة، والدليل اليوم أن موضوع الساعة الأساسي اليوم هو سلاح حزب الله، وبالتالي نصل إلى إستنتاج هام مفاده أن أهداف الحرب الأميركيّة – الإسرائيليّة فشلت”.
وتابع: “يعتبر الأميركي والإسرائيلي اليوم أنهم في مرحلة الضغط على جميع مكوّنات أو عناصر القوّة التابعة لإيران في المنطقة من أجل خفض السقف الإيراني في المفاوضات وللحصول على مكتسبات في الملف النووي، والأهم بالنسبة لأميركا هو علاقات إيران المتنامية عالميّاً وتحالفاتها الإستراتيجيّة، والسياسية والإقتصاديّة، تحديداً مع روسيا والصين”.
المر لفت إلى أن “كل ما سبق خير دليل على أن إيران لا زالت لاعباً أساسيّاً ولها دورها المحوري والمركزي في إعادة رسم خارطة التوازنات في الشرق الأوسط، وهي أيضاً خير دليل على أن حزب الله لا زال يشكّل تهديداً لإسرائيل وأمنها وتحديداً في الشمال، خصوصاً من ناحية العودة المتعسّرة للمستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلّة وما سينتج عن ذلك من غليان وانعكاس سلبي على الجبهة الإسرائيليّة الداخليّة التي ستبدأ بالتفاعل الآن بعد وقف إطلاق النار في غزّة”.
كما أكّد على أن “التصعيد الإسرائيلي من تارة إلى أخرى على الجبهة اللبنانيّة الجنوبيّة وفي البقاع هو لهروب نتنياهو من مسألة وقف إطلاق النار وعدم قدرته على “إيقاف المدفع”، فهامش المناورة الخاص به أصبح ضيّقاً بسبب الأجندة الأميركيّة التي قضت بوقف إطلاق النار في غزّة، حيث بات غير قادر على إعلان وقف لإطلاق النار بالمطلق، فهذا الإعلان سيكشف أن نتائج الحرب في غزّة لم تتحقّق، وأن نتائج الحرب مع لبنان عكسيّة وسلبيّة من خلال بقاء حزب الله موجوداً وقدرته على إعادة الترميم وبناء الذات، كل هذا يُصرف سلباً في المستقبل السياسي لنتنياهو”.
ورأى المر أن “التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان هدفه سياسي بحت بالنسبة لنتنياهو الذي بات محتاجاً دائماً للنار، فالأخير لم يستطع أن يعيد المستوطنين للشمال، ولم يستطع إعادة الرهائن إلا بتسوية سياسيّة أميركيّة، كما أنه لم يتمكّن من القضاء على حماس التي لا زالت تسيطر بالرغم من كل شيئ”.
وقال: “كل ما سبق وكل الضغط الممارس على لبنان لتحقيق أمن إسرائيل وإراحتها في الوقت الحالي فشل، فالأداة العسكرية الإسرائيليّة فشلت في الضغط على حزب الله لا بل منحته عطفاً زائداً ومنحته حجّة إضافيّة لعدم التخلّي عن سلاحه، فلجأ الأميركي والإسرائيلي إلى ممارسة الضغط على الحكومة اللبنانيّة ورئاسة الجمهوريّة من خلال محاولة فرض خطوات للقيام بها من الجانب اللبناني ضدّ الحزب، ولجأ الأميركي أيضاً بطبيعة الحال إلى الملف السوري، من خلال الجماعات الأجنبيّة التي تتسلّى اليوم بالرئيس السوري أحمد الشرع عبر فتح جبهات في الداخل السوري، فكان الإقتراح أنه يجب إخراجهم من سوريا”.
وكشف المر لـ”LebanonOn” أن “هذه الجماعات المسلّحة الأجنبيّة يتم نقلها بالباصات من إدلب إلى القصير تحديداً على الحدود مع لبنان، وذلك بهدف إعادة نشرهم على كامل الحدود الشرقيّة باتّجاه الزبداني، والهدف الأول من هذه الخطوة هو إلهاء هذه الجماعات عن الدولة السوريّة، والهدف الثاني هو أن يكونوا سيفاً على رقبة الدولة اللبنانيّة وحزب الله، فإمّا أن تُنفّذوا ما نريد وإمّا أن ندع السوري ينفّذ، وبجميع الأحوال، بالنسبة للأميركي، فإن هذه الجماعات لا يريد وجودها، فإن قاتلت حزب الله ونجحت بقتله سيكون مكسباً أميركيّاً وإن قضى عليها الحزب وأنهى وجودها سيكون مكسباً أميركيّاً أيضاً”.











