| ناديا الحلاق |
مع قرع جرس العودة إلى المدارس في لبنان، لم تكن الحقائب وحدها ما عاد إلى الصفوف، بل عاد معها شبحٌ أصفر يثير القلق بين الأهالي: الصفيرة.
المرض الذي يبدأ باصفرارٍ بسيط في الوجه والعينين، قد يخفي خلف لونه الهادئ اضطرابًا خطيرًا في الكبد، ما يجعل من كل صفٍّ ساحة محتملة لانتشاره إن غابت الوقاية والوعي. فهل المدارس مستعدة لمواجهته؟ وهل يدرك الأهل أن الوقاية تبدأ من البيت قبل أن تصل إلى مقاعد الدراسة؟.
دقّت نقابة المدارس التعليمية الخاصة ناقوس الخطر بعدما سُجّلت حالات إصابة بالصفيرة، أو ما يُعرف طبيًا بـ«اليرقان»، في عدد من المناطق اللبنانية.
النقابة شدّدت على أن مواجهة هذا الخطر لا تكون بالخوف، بل بالوعي، داعيةً إلى رفع مستوى التثقيف الصحي واتخاذ إجراءات وقائية جديّة داخل المدارس والمنازل معًا.
وفي مواجهة الخطر الصامت، دعت نقابة المدارس إداراتها إلى رفع مستوى النظافة العامة وتشديد الإجراءات الوقائية، بدءًا من التوعية اليومية للطلاب بأبسط القواعد: غسل اليدين بانتظام، وتجنّب مشاركة الطعام أو الأدوات الشخصية.
كما شدّدت على ضرورة إبلاغ الأهل فور ملاحظة أيّ أعراض مبكرة مثل اصفرار العينين أو البشرة، أو الإرهاق غير المبرّر، مؤكدةً أن الوقاية ليست واجب مدرسة أو بيت فقط، بل مسؤولية مشتركة تضمن سلامة كل طفل داخل الصف وخارجه.
ما هو “اليرقان”؟
يتميّز مرض الصفيرة باصفرار الجلد وبياض العينين نتيجة زيادة مادة “البيليروبين” في الدم، ويرافقه عادة شعور بالتعب وفقدان الشهية، وقد تتطور بعض الحالات إلى مضاعفات إذا لم يتم التعامل معها بشكل مناسب.
من جهته، أوضح طبيب الأطفال الدكتور برنارد جرباقه أن الصفيرة من نوع “A” تُعدّ من أكثر أنواع العدوى شيوعًا بين الأطفال غير الملقّحين، وغالبًا ما تنتقل عبر الفيروسات المنتشرة في الطعام أو الماء الملوثين، أو من خلال العادات اليومية البسيطة مثل تبادل الطعام والأدوات بين التلاميذ.
وأشار إلى أن العدوى لا تقتصر على نوع واحد، إذ تنتقل الصفيرة من نوع “B” عبر الدم أو سوائل الجسم، وتُعتبر أخطر من النوع “A”، لكونها قد تتحول إلى التهاب كبدي مزمن إذا لم تُعالج بالشكل الصحيح.
وشرح جرباقه أن الأعراض المبكرة غالبًا ما تبدأ بإحساس عام بالتعب، فقدان في الشهية، غثيان، وأحيانًا حكّة جلدية خفيفة، قبل أن يظهر الاصفرار في الجلد وبياض العينين، مشدداً على أن اكتشاف هذه العلامات في وقت مبكر خطوة حاسمة، إذ يتيح عزل المصاب بسرعة ومراجعة الطبيب لتجنّب انتقال العدوى إلى باقي التلاميذ.
وأضاف أن العلاج المبكر يرتكز على التشخيص السريع، وتقديم الرعاية الداعمة من تغذية متوازنة وراحة كافية ومراقبة مستمرة لوظائف الكبد، ما يسرّع التعافي ويمنع أي مضاعفات محتملة.
أما عن سبل الوقاية، لفت جرباقه إلى أن المدرسة هي خط الدفاع الأول، إذ يجب تشديد إجراءات النظافة اليومية، وتعليم الأطفال أهمية غسل اليدين قبل وبعد تناول الطعام، وعدم
الجريدة











